ar
نعرض لكم في هذه السلسلة قصصًا شخصية لأماكن (معالم تاريخية) في مدينة حلب، يرويها أشخاص تربطهم علاقة وطيدة بالمكان. تهدف هذه السلسلة إلى تسليط الضوء على الجانب الغير المادي للأماكن التراثية في حلب، وإلى إيصال فكرة إدراج الذاكرة في إعادة تصور وإعادة بناء مكان من خلال سكّانه.
يروي عمر عبد الوهاب قطاع في شهادته هذه قصّة علاقته الشخصية مع جامع العادلية في حلب والذي يحمل قيمًة تاريخية ودينية لأهالي حلب. على الرغم من وضع المسجد الحالي فإن الذكريات والتجارب المرتبطة بالمسجد سوف تظلّ تشكّل جزءًا مهمًّا من حياته.
اعتاد والدي أن يصطحبني معه منذ أن كان عمري ٤ـ٥ سنوات ولهذا السبب لدي تاريخ طويل ووثيق من الارتباط بهذا المكان.
إنه مكان مهمٌ للغاية بالنسبة للمسلمين بشكلٍ عام ولأهالي حلب على وجه الخصوص لأنه واحدٌ من أقدم المساجد التاريخية. إنه جامعٌ يعود للفترة العثمانية المبكّرة. للجامع قيمة تاريخية بالطبع ولكنه يحظى أيضًا بقيمة دينية ورمزية بالنسبة لأهالي حلب من أمثالي، حيث اعتدت أن أحضر فيه حلقات الذكر منذ أن كنت صغير السن وحتى١٠ أو ١٥ عامًا مضت عندما توقفت هذه الحلقات لأسباب عدّة من بينها وفاة أو انتقال الأشخاص المنظّمين لها. هذا الأمر بالطبع لم يمنعني من الذهاب إلى الجامع حيث أن المكان مليء بالسحر وله خصوصية معيّنة. كانت صلاة الجمعة تُقام في جامع العادلية وكان الكثير من الناس بما فيهم أنا يحضرونها وخاصّةً أولئك الذين عرفوا المسجد والأشخاص القائمين عليه في ما مضى.
"كانت مجالس الذكر تُقام في المسجد مصحوبةً بالأناشيد والشعائر الصوفية وذلك خلال المناسبات الخاصة والأعياد الدينية وخاصّة يوم الجمعة. رمضان والإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان. كل يوم جمعة كان هناك شيء مميّز يرتبط بالكثير من ذكرياتي منذ الطفولة.
كل من اعتاد الذهاب بانتظام إلى الجامع يذكر كيف ستشتعل كل حواسك في ذلك المكان. إن له رائحة وصورة مميّزة للغاية. هناك العديد من المساجد العثمانية في حلب ولكن هذا الجامع يمتلك شيئًا فريدًا للغاية، سواء في مدخله أو في المصلّى أو في الصحن أو في أشجارة أو قبابه أو الكوّات العلوية حيث يجلس الأطفال أثناء المجالس الخاصّة. ذكرى المكان مميّزة للغاية."
... بكل تفاصيله الجميلة. يقف الآن قويًا جدًا في ذاكرتي. اعتدت الذهاب إلى هناك بانتظام للتخلّص من ضغوط الحياة اليومية، ولذلك فإن له قيمة مذهلة في قلبي. في اللحظة التي تطأ قدمي داخل الجامع أشعر بالارتياح وتعود جميع الذكريات إلي. ترافقك رائحة أهل الخير من الزمن الماضي عندما تدخل هذا المكان."
يحترق قلبي لرؤية ما حدث للجامع وحلب بكل تفاصيلها التاريخية. يدفعني هذا الأمر للبكاء ولا يمكنني حتى الذهاب لزيارته الآن. إذا تمكّنا من رؤية دعم حقيقي ، فأنا متأكد من أن الكثير من الناس سيتطوعون للمساعدة في إعادة بنائه. يمكننا ترميم مبنى مدمر ولكن لا يمكننا إعادته إلى ما كان عليه من قبل، فكل حجر يحمل قصةً لأهل الجامع. أتمنى حقًا استعادة قصة الزمن الجميل من خلال ترميم حجارة المبنى ".
قلعة حلب ليست مجرد معلم تاريخي ولكنها أيضًا مكان للذكريات والحب والهوية للعديد من السوريين. هذه قصة تجارب امرأة شابة وذكرياتها مع القلعة، من أحلام الطفولة إلى الوقوع في الحب وتأثير الحرب.
هذه ذكرى من حلب عن افتتان صبي صغير بساعة برج باب الفرج المعطّلة وأحلامه في إصلاحها.
هذه ذكرى من حلب عن تجربة شخصية لامرأة في الزاوية الهلالية، مكان صلاة صوفي في حلب يعود تاريخه إلى ٨٠٠ عام.
هذه الذكرى هي رحلة شخصية عبر خان الوزير بحلب لتاجر نسيج نشأ وعمل في المركز التجاري التاريخي، وهي تستكشف ذكريات بولص وخبراته عن الخان وآماله في ترميمه في المستقبل.
رواية مؤثرة وشخصية للغاية عن علاقة رجل بمسجد محبوب دمرته الحرب. هذه الذكرى هي تكريم مؤثر لمكان يحمل معنى عميقًا للراوي سامي بهرمي والمجتمع الحلبي.